إستقبل ناجي نعمان في مؤسسته للثقافة بالمجان، وفي إطار الموسم السابع لصالونه الأدبي الثقافي، المُربِّي والأديب والشَّاعر إيلي مارون خليل.
بعد النشيد الوطني، ترحيب من نعمان بخليل الذي قال يومًا: "مَن يُحبّ، يبتعِدُ عن أيِّ سوء... إنَّ الحبَّ لَعَجائبيّ! ومَن يُحبُّ يكونُ الأكثرَ قُربًا إلى الله".
***
رعد
تكلم الشاعر النقيب أنطوان رعد على خليل القاصّ، فقال: "الذِّكريات تقوم بدور البطولة في أقاصيصه، لكن الحب في شتى حالاته، والحرب اللبنانية بما رافقها من تهجير وخطف وقنص وذبح على الهوية وانهيار للقيم الأخلاقية، هما الموضوعان الأثيران لديه.
وأضاف: "في القصص التي تدور حول الحرب يلتقط إيلي مارون خليل صوره وكلماته حينًا عن خط التوتر العالي دون أن تحترق أصابعه ودون أن يتفحم، وحينًا آخر تندفق الأفعال وتندفع بزخم سيل يجرف كل ما يعترض سبيله، ويجرفنا نحن القراء دون أن نشعر بحاجتنا إلى طوق نجاة أو خشبة خلاص. ولا أظنني أجانب الصواب إذا جزمت بأن الفكر في أقاصيصه هو الحجر الأساس".
خليل
وأمَّا الأستاذ جورج خليل فبحثَ في رواية "حياة تنسَلُّ بين ع و ع" لإيلي مارون خليل، وحلَّلّها، فوجد أنَّه من "اللاَّفت في بِنائيّة الرّواية أنَّها لم تَقُمْ على مرتكزاتها الأساسيّة فَحَسْب، بل تَخَطّت ذلك بكثيرٍ إلى طرح جدَليّاتٍ وفرضيّاتٍ ورُؤًى متناثرةِ المواضيعِ، ملوّنةِ الأهدافِ، وقد جاءَ بعضُها على شكلِ أسئلةٍ لفَتْحِ الآفاق... ومهما جنّح الأديب في عالم الخيال الأرحب ليحرّك شخصيّاته وفق ما يشتهي، فإنَّه يبقى مُقَيَّدًا بجِواءِ بيئته المنغمِس فيها انغماسًا كاملاً شاملاً، فنرى بعض الحياتيّات اللُّبنانيّة تطوف بين صفحات الرّواية... لَكأنّ الكاتبَ، بذكره هذه التَّفاصيلَ من لبنانيّاتنا، تَعمّدَ تأريخَ حقبةٍ لبنانيّةٍ تبقى عِبْرةً لمن اعتبر، ورَسْمًا بِرَسْمِ التّاريخ لا ينقصُهُ إلاَّ أن يصمت".
مغامس
وألقى الأديب جورج مغامس كلمته في المناسبة، ومنها: "ألا إليه، إنْ لم يكنْ بَعْدُ، فغدًا، يَهتدي المستحقّون من فتيةِ العَربِ؛ منه، كما من سُلافةِ الأسلافِ في الجَبَلِنا الرّافلِ في الأزلِ الوارفِ في الأبدِ، على ترابٍ قليلٍ وفي فضاءٍ شاسعٍ، يتعلّمون حِرفةَ صكِّ سبائكِ الشّعرِ والأدبِ!! فإنّه المُقارِبُ يحاولُ تقديمَ واقعٍ، من حدائقِ ما يَرى أو غاباتِ ما يَسمعُ، بأَقدامٍ في نعيمٍ أو في جحيمٍ، وبأَجنحةٍ مخضلّةٍ تخصِّبُ الخيالَ، ولا يَقرُبُ قذفًا وقاذورةً، كأَنْ به أَنَفٌ أن يلوّثَ بنَتْنِها الوترَ والعودَ، لا يتوسّلُ الضّوضاءَ جلاَّبًا لخُلّبِ الأضواءِ...
وختم: "أمّا أنتم يا مَن تحترفونَ صَنعةَ القولِ، فاحسبوا حسابًا لهذا البحرِ الهادي: الدّرُّ فيه كامنٌ، ويكمنُ الهديرُ.. يكمنُ الزّئيرُ! إنّه ليثٌ.. وهذا الليثُ فَرّاسٌ!!"
***
ثمّ أجرى المكرَّم مداخلةً في سيرته، وعلى طريقته، فسردَ على نحوٍ مُحَبَّب، بالعامِّيَّة، وبعناوينَ عريضة، أسماءَ من أثَّر فيه من أشخاص، وما أثَّر فيه من مواقعَ وأجواء. كما قرأ إحدى قصصه، وألقى قصيدتين، وأجاب على أسئلة الحاضِرين.
وسلَّم نعمان ضيفه شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، بالإضافة إلى كتب بعض الأصدقاء.